"لن أخصها لأحد فهي للإنسان"
تتجاوز بوابة المقبرة بتؤدة، تدنو من القبر المحاذي للسور الخارجي، تجلس بتهالك، تمتم بالفاتحة وتمد يداً تمسح بها على تراب القبر، و تمد أخرى تبلل بها وجهه. تحدق بنظرة أغلب ما يشوبها الضياع، تضيق ذرعاً بالصمت فتنبري في همهمات هي أقرب للهذيان: هل أنتِ هنا؟، فلا تحرى جواباً.تصمت لكنها تعاود: لمَ لا تتكلمين، لمَ تأثرون الصمت أنتم أهل القبور؟، أأعيتكم كثرة الحديث في الدنيا، أم هو مشوار للصمت؟!..تتسع هوة الضياع في عينيها: أخبريني لمَ نحن البشر هكذا؟..لمَ نتعلق بالأشياء بإحكام ونرفض التخلي عنها وإن ما سلبت هي من بين أيدينا فزعنا؟ لماذا؟، لمَ نشعر بالإشتياق لما هو غائب عن أعيننا؟ ونرتاح إذا ما وقعت عليه أبصارنا، إنني متعبة ولا أجد للقياك من سبيل، أدرك حق الإدراك أنك إياي تسمعين، ولكني أنا العاجزة عن سمعك، ونك إياي تبصرين ولكني أنا العاجزة عن إبصارك. تسكت هنيئة، تدير بصراً لما حولها إنها الحياة،ثم تهمس بكلمات تسلي بها خاطرها: ربما سنلتقي حين أصبح أنا من جنسك فأبناك الجنس الواحد يتعارفون، فقط حينما أنزل في هوة كهوتك هذه قد يكتب لنا اللقاء.......................................
22-1-2010 الجمعة 1:23pm
قلمك ساحر يجذب كل القراء
ردحذفواصلي ابداعك دوما
لا هنتي
تحياتي
بنت الماجد ( السيدة )